الكتاب المقدس

قصة أليعازر ورسالة العبرانيين الفصل الثاني

**قصة من رسالة العبرانيين: الفصل الثاني**

في مدينة قديمة، حيث كانت الجماعات المسيحية الأولى تجتمع في الخفاء خوفًا من الاضطهاد، كان هناك شيخ حكيم يُدعى أليعازر. كان أليعازر معروفًا بحكمته ومعرفته العميقة بكتب الأنبياء والرسائل الجديدة التي كانت تتناقل بين المؤمنين. في أحد الأيام، اجتمع المؤمنون حوله ليسألوه عن معنى رسالة العبرانيين، خاصة الفصل الثاني الذي كان يتحدث عن تفوق المسيح واتضاعه من أجل البشر.

بدأ أليعازر يحكي لهم قصةً توضح هذا التعليم العميق.

### **الجزء الأول: تفوق المسيح على الملائكة**

قال أليعازر: “يا أحبائي، تذكروا ما جاء في الكتاب المقدس: ‘لم يخضع الله العالم العتيد الذي نتكلم عنه للملائكة’ (عبرانيين ٢: ٥). فالملائكة عظماء، وهم أرواح قوية تخدم الله، لكن العالم لم يُعطَ لهم، بل للبشر. ومع ذلك، بسبب خطيئة آدم، فقد الإنسان مجده وسلطانه. لكن الله، في محبته العظيمة، أرسل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، ليعيد لنا ما فقدناه!”

ثم توقف قليلًا وسألهم: “أتذكرون ما قاله النبي داود في المزمور الثامن؟ ‘جعلته قليلًا أقل من الملائكة، وبمجده كُللته وجعلته متسلطًا على أعمال يديك’ (مزمور ٨: ٥-٦). هذا الكلام يشير إلى المسيح، الذي صار إنسانًا مثلنا، متواضعًا، لكنه في النهاية مُجَّد وأعطي له كل سلطان!”

### **الجزء الثاني: اتضاع المسيح من أجلنا**

ثم أخذ أليعازر نفسًا عميقًا وواصل قصته: “لكن كيف تم هذا؟ لقد جاء المسيح، ابن الله العظيم، وصار مثلنا تمامًا! نزل من السماء، وتجسد من العذراء مريم، وعاش بيننا، يشعر بجوعنا وعطشنا، ويتألم مثلنا. بل والأعجب من ذلك، أنه اختار أن يموت على الصليب من أجل خطايانا!”

هنا بدأت عيون الحاضرين تلمع بالدموع، فتوقف الشيخ لبرهة ثم قال: “نعم، لقد كان يجب أن يتألم ليكمل خلاصنا. فالله القدوس العادل لا يمكنه أن يتغاضى عن الخطيئة، لكن محبته جعلته يرسل ابنه ليكون الذبيحة الكاملة. لقد ذاق الموت من أجل كل واحد منا!”

### **الجزء الثالث: المسيح القائد والمخلّص**

ثم أضاف أليعازر: “لكن القصة لا تنتهي عند الصليب! لقد قام المسيح من بين الأموات، وصعد إلى السماء، وهو الآن جالس عن يمين الآب. لقد صار لنا قائدًا ورئيس كهنة رحيمًا، يعرف ضعفاتنا لأنه عاشها، وهو يشفع فينا أمام الله!”

هنا سأله شابٌ يدعى يوناثان: “ولكن كيف لنا أن نكون أمناء له في وسط الاضطهادات التي نعيشها؟”

أجاب أليعازر بحكمة: “يا بني، تذكّر أن المسيح لم يخجل بأن يدعونا إخوة له، فكيف نخجل نحن منه؟ يجب أن نثبت في الإيمان، ونحيا بحسب مشيئته، لأنه هو الذي يقدسنا ويجعلنا أبناء الله!”

### **الختام: دعوة للثبات في الإيمان**

في النهاية، نظر أليعازر إلى الجميع وقال: “يا أحبائي، لقد أعطانا المسيح نعمة عظيمة، فليكن قلبنا ممتلئًا بالشكر، ولنثبت فيه حتى النهاية. فهو الذي كسر سلطان الموت وأعطانا رجاءً حيًا!”

وبهذه الكلمات، انصرف المؤمنون وهم ممتلئون بالتشجيع، عازمون على أن يحيا كل منهم بإيمان ثابت، متذكرين دائمًا محبة المسيح العظيمة التي جعلته يتواضع من أجل خلاصهم.

وهكذا، من خلال قصة أليعازر، فهم المؤمنون عمق رسالة العبرانيين ٢، وعاشوا بإيمان أقوى، عالمين أن المسيح، الذي هو أعظم من الملائكة، صار أخًا لهم ليخلصهم إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *