الكتاب المقدس

رسالة يهوذا: تحذير من المعلمين الكذبة وحفظ الإيمان

**قصة رسالة يهوذا: تحذير من المعلمين الكذبة وصمود الإيمان**

في الأيام الأولى للكنيسة، عندما كان الرسل يبشرون بالإنجيل في كل مكان، كتب يهوذا، أخو يعقوب وخادم المسيح، رسالة ملتهبة بالتحذير والمحبة لإخوته المؤمنين. كان قلبه مضطربًا بسبب اختراق بعض المُعلّمين الكذبة للجماعة، الذين حوّلوا نعمة الله إلى فجور وأنكروا سيدنا الوحيد، يسوع المسيح. فجلس ذات ليلة تحت ضوء مصباح زيتي، وأخذ قلماً ودرجاً ليُدوّن كلمات تحذيرية، مستوحاة من الروح القدس.

بدأ يهوذا رسالته بتذكير المؤمنين بأنهم “مدعوون، مقدسون في الله الآب، ومحفوظون ليسوع المسيح.” لكنه سرعان ما حذّرهم من أن هناك أناسًا تسللوا بينهم في الخفاء، دنسين، يحوّلون نعمة الله إلى عذر للخطية. هؤلاء كانوا يحضرون ولائم المحبة، التي كان المؤمنون يتشاركونها في وحدة، لكنهم كانوا يفسدونها بأنانيتهم وشهواتهم، مثل رعاة لا يهتمون بالخراف، بل يملأون بطونهم دون خوف من الدينونة.

ثم استحضر يهوذا أمثلة من التاريخ المقدس ليُظهر أن دينونة الله آتية لا محالة. فتحدث عن بني إسرائيل الذين خلّصهم الله من مصر، ومع ذلك لم يؤمنوا، فسقطوا في البرية. وتذكر الملائكة الذين تركوا مسكنهم السماوي، فقيّدهم الله في سلاسل أبدية إلى يوم الدين. وذكر سدوم وعمورة، المدينتين اللتين أحرقتهما نار الغضب الإلهي بسبب فجورهما، ليكونوا عبرةً لكل من يسلك في طريق الشر.

كان يهوذا يعرف أن هؤلاء المُضلّين يتصرفون كأنهم أحرار، يستهزئون بالسلطات، ويلوثون أجسادهم، ويرفضون كل سلطان، حتى سلطان الرب يسوع. فوصفهم بأنهم “غيوم بلا ماء تحملها الرياح، وأشجار خريفية بلا ثمر، ميتة مقتلعة من أصولها، أمواج بحر هائجة تزبد خزيهم، نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد.” لقد كانوا كقابيل الذي قتل أخاه، وكبلعام الذي أحبّ الأجر الظالم، وكقورح الذي تمرد على موسى وهلك.

لكن يهوذا لم يترك المؤمنين بلا رجاء. فنصحهم أن يبنوا أنفسهم على إيمانهم الأقدس، مصلّين في الروح القدس، محافظين على محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. وحثّهم على أن يرفعوا الساقطين بروح الوداعة، وأن يحفظوا أنفسهم في محبة الله.

وفي الختام، رفع يهوذا تسبحة مجد لله القادر أن يحفظهم من العثرة، ويُقيمهم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج. “لِلهِ الْوَحِيدِ مُخَلِّصِنَا، بِـيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، قَبْلَ كُلِّ الدُّهُورِ، وَالآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.”

وهكذا، بقيت كلمات يهوذا نبراسًا يحذر المؤمنين من الضلال، ويشجعهم على التمسك بالإيمان الحقيقي، لأن الرب أمين، وهو يحفظ شعبه إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *