الكتاب المقدس

قصة أليفاز: التوبة والغفران في أرض يهوذا

في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل يُدعى أليفاز. كان أليفاز رجلاً تقيّاً، يحب الرب بكل قلبه، لكنه وقع في خطيئة عظيمة. لقد كتم ذنبه في قلبه، ولم يعترف به أمام الله. كان يشعر بثقل الخطيئة يكبله، وكأن جبالاً من الحزن والندم تقع على صدره. يقول المزمور 32: “طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.”

كان أليفاز يعيش في قلق دائم، وكأن ناراً تأكل قلبه. كان يرى في أحلامه ظلال الخطيئة تطارده، ويستيقظ في الليل مرتعداً من هول ما يراه. يقول المزمور: “لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ. لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً. تَحَوَّلَ نَضَارَتِي إِلَى يَبَاسِ الصَّيْفِ.”

لكن أليفاز لم يستطع أن يستمر في هذا العذاب. في يوم من الأيام، سقط على ركبتيه في غرفته الصغيرة، ورفع عينيه إلى السماء، وصاح بكل ما في قلبه: “يا رب، أنا خاطئ! لقد أخطأت إليك، وأنا نادم على ما فعلت. اغفر لي يا رب، وارحمني!” يقول المزمور: “عَرَّفْتُكَ بِخَطِيَّتِي وَلَمْ أُغَطِّ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي، وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي.”

وفي تلك اللحظة، شعر أليفاز بسلام عظيم يغمر قلبه. كان وكأن جبال الحزن قد زالت عن صدره، ونوراً سماوياً يملأ غرفته. لقد غفر الله له، وأزال ثقل الخطيئة عنه. يقول المزمور: “لِهَذَا يُصَلِّي إِلَيْكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يُوجَدُ فِيهِ. إِنَّهُ فِي طُوفَانِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ إِلَيْهِ لاَ تَصِلُ.”

منذ ذلك اليوم، عاش أليفاز حياة جديدة. كان يذهب إلى الهيكل ويشكر الله على نعمته ورحمته. كان يخبر كل من يقابله بقصة غفران الله، ويحثهم على الاعتراف بخطاياهم والتوبة. يقول المزمور: “فَرِّحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا جَمِيعاً يَا مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.”

وهكذا، أصبح أليفاز مثالاً حياً لقوة التوبة والغفران. كان يعلم أن الله يحب التائبين، وأنه يغفر لكل من يعترف بخطاياه بقلب نادم. يقول المزمور: “الرَّبُّ يُعَلِّمُنِي وَيُرْشِدُنِي. عَلَى عَيْنَيْهِ تَكُونُ طَرِيقِي. لاَ تَكُونُوا كَالْفَرَسِ وَالْبَغْلِ اللَّذَيْنِ لاَ فَهْمَ لَهُمَا.”

وفي نهاية أيامه، رقد أليفاز بسلام، وهو يعلم أن الله قد غفر له، وأنه سيكون معه في الملكوت السماوي. وكانت قصته تروى للأجيال القادمة، ليتعلموا أن الغفران هو أعظم هبات الله للإنسان، وأن التوبة هي الطريق إلى الحياة الأبدية. يقول المزمور: “وَأَمَّا الرَّحْمَةُ فَتُحِيطُ بِالْمُتَّكِلِينَ عَلَى الرَّبِّ. افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَصْحَابَ الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ، وَاهْتِفُوا جَمِيعاً يَا مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.”

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *