الكتاب المقدس

الطهارة والنقاء في شريعة الله لبني إسرائيل

في الأيام القديمة، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية بعد خروجهم من مصر، أعطى الله موسى تعليمات دقيقة حول الطهارة والنقاء، خاصة فيما يتعلق بالإفرازات الجسدية. وكانت هذه التعليمات جزءًا من الشريعة التي أراد الله أن يعلّمها لشعبه حتى يكونوا مقدسين، كما هو مقدس.

في أحد الأيام، تجمع الشعب حول خيمة الاجتماع، وكان موسى يتحدث إليهم بكلمات الله. قال لهم: “اسمعوا يا بني إسرائيل، هذا ما أوصى به الرب فيما يخص الطهارة. إذا كان رجلٌ يعاني من إفرازٍ من جسده، سواء كان ذلك بسبب مرض أو غير ذلك، فهو يكون نجسًا. وكل من يلمسه أو يلمس الفراش الذي نام عليه يكون نجسًا حتى المساء. وعليه أن يغسل ثيابه ويستحم بماء، وعندئذٍ يكون طاهرًا.”

ثم تابع موسى: “وإذا كان هناك امرأة تعاني من إفرازٍ دموي خارج وقت طمثها، أو إذا كان طمثها يستمر لفترة أطول من المعتاد، فهي تكون نجسة طوال فترة الإفراز. وكل ما تجلس عليه أو تنام عليه يكون نجسًا. ومن يلمس فراشها أو أي شيء كانت تجلس عليه يجب أن يغسل ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجسًا حتى المساء.”

كان الشعب يصغي باهتمام، وهم يعلمون أن هذه القوانين ليست مجرد تعليمات صحية، بل هي جزء من قداسة الله التي يجب أن يحافظوا عليها. وكانوا يعلمون أن النجاسة لا تعني الخطيئة بالضرورة، لكنها تشير إلى الحاجة إلى التطهير والرجوع إلى حالة النقاء التي تليق بشعب الله.

ثم أضاف موسى: “وعندما يتطهر الرجل أو المرأة من إفرازاتهما، عليهما أن ينتظرا سبعة أيام، وفي اليوم الثامن يأتيان بكبشٍ حمولٍ أو حمامةٍ أو يمامةٍ إلى الكاهن عند خيمة الاجتماع. فيقدم الكاهن الذبيحة للرب كفارة عن النجاسة، وعندئذٍ يكونان طاهرين.”

كان الكاهن يقوم بدوره بتقديم الذبيحة، وكان الدم يُرش على المذبح كعلامة على التطهير. وكان الشعب يفهم أن هذه الطقوس كانت ترمز إلى الحاجة إلى التطهير من الخطيئة، وأن الله هو الذي يمنح الطهارة الحقيقية.

وفي أحد الأيام، جاء رجلٌ إلى موسى وقال: “يا سيدي، لقد عانيت من إفرازٍ في جسدي، وقد التزمت بكل ما أوصى به الرب. غسلت ثيابي، واغتسلت بالماء، وانتظرت حتى المساء، والآن جئت لأقدم الذبيحة.” فنظر موسى إليه وقال: “الرب يقبل توبتك ويطهرك. اذهب إلى الكاهن وقدم ذبيحتك.”

وهكذا، كان الشعب يتعلم أن الطهارة ليست مجرد أمر خارجي، بل هي حالة قلبية تتطلب التوبة والإخلاص لله. وكانوا يعلمون أن الله هو الذي يمنح النقاء، وأنه يريد أن يكون شعبه مقدسًا، كما هو مقدس.

وفي النهاية، كان الشعب يخرج من خيمة الاجتماع وهم يعلمون أن طاعة كلمة الله هي الطريق إلى الحياة المقدسة، وأن الله دائمًا حاضرٌ ليطهر ويعيد شعبه إلى حالة النقاء التي خلقهم عليها.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *