الكتاب المقدس

قصة تولع ويائير وضيقات إسرائيل في سفر القضاة

**قصة القضاة 10: حكم تولع ويائير وضيقات إسرائيل**

في تلك الأيام، بعد موت أبيмеlech، لم يكن لإسرائيل ملك يقودهم، فعادوا إلى خطاياهم وعبدوا آلهة غريبة، ونسوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر. فحمي غضب الرب عليهم، وأسلمهم ليد أعدائهم ليذلوهم ويضطهدوهم. فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب طالبين الرحمة، لكن الرب أجابهم: “ألم أنقذكم من المصريين والأموريين والعماليق؟! كلما ضاق بكم الأمر صرتم إليّ، والآن قد تركتموني وعبدتم آلهة أخرى، فلن أنقذكم بعد. اذهبوا إلى الآلهة التي اخترتموها، فلتنقذكم في وقت ضيقكم!”

لكن بنو إسرائيل أصرّوا على التوبة، فطرحوا الآلهة الغريبة من وسطهم وعادوا إلى عبادة الرب. فلما رأى الله توبتهم الحقيقية، تألم من أجلهم، ولم يحتمل رؤيتهم في الذل.

**حكم تولع المنقذ**

فقام الرب بإنقاذهم على يد رجل اسمه **تولع بن فواة، من سبط يساكر**. كان تولع رجلاً شجاعاً، يسكن في شامير في جبل أفرايم. وكان قاضياً لإسرائيل ثلاثة وعشرين عاماً، يدافع عنهم ويحفظهم من أعدائهم. لكن بعد موته، عاد الشعب إلى طريق الشر.

**قاضي الثروة والعظمة: يائير الجلعادي**

وبعد تولع، قام رجل اسمه **يائير الجلعادي** ليقود إسرائيل. كان يائير رجلاً عظيماً، يمتلك ثلاثين ابناً، يركبون على ثلاثين حماراً، ولهم ثلاثون مدينة تسمى “حوّوت يائير” إلى هذا اليوم في أرض جلعاد. حكم يائير إسرائيل اثنين وعشرين عاماً، وكانت أيامه أيام سلام وقوة. لكن بعد وفاته، عاد بنو إسرائيل إلى عبادة الأصنام، فتركهم الرب ليد الفلسطينيين وعمون، الذين ضايقوهم وقهروهم بقسوة.

**صراخ الشعب والتوبة**

فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب معترفين بخطاياهم: “أخطأنا إليك، لأننا تركنا إلهنا وعبدنا البعل!” فأجابهم الرب: “هل ليس المصريون والأموريون والعماليق هم من اضطهدوكم؟! ومع ذلك خلصتكم. لكنكم استمررتم في خيانتكم، فها أنا أترككم لعدوكم!”

فأجاب بنو إسرائيل: “قد أخطأنا! افعل بنا ما يحسن في عينيك، لكن نجّنا اليوم!” فطرحوا آلهة الغربة من وسطهم، وعبدوا الرب وحده. فلما رأى الله توبتهم، تألم من أجل مذلتهم، واستعد لإنقاذهم مرة أخرى.

وهكذا يعلّمنا هذا الدرس أن الرب رحيم، يتقبل التوبة عندما تكون من القلب، لكنه لا يسمح لشعبه أن يستهين بنعمته. فليتذكر كل من يقرأ هذه الكلمات أن خطية عبادة الأصنام تؤدي إلى الهلاك، أما التوبة فتفتح باب الرجاء.

**الخلاص القادم**

وفي الأيام التالية، أعد الرب مخلصاً جديداً لإسرائيل، وهو **يفتاح الجلعادي**، الذي سيقودهم في معركة ضد أعدائهم. لكن هذه قصة أخرى ترويها الأصحاحات التالية…

وهكذا تنتهي قصة القضاة تولع ويائير، لتبقى عبرة للأجيال: “من يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فساداً، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية.”

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *