الكتاب المقدس

قصة الملك آسا وانتصاره العظيم بإيمان وتوكل على الله

**قصة الملك آسا وإنتصاره العظيم**

في الأيام التي تلت انقسام مملكة إسرائيل، ملكَ رجلٌ تقيٌّ اسمه آسا على يهوذا. وكان آسا ابن أبيام وحفيد رحبعام، وقد سار في طريق الرب بكل إخلاص، ففعل ما هو صالحٌ ومستقيمٌ في عيني الله.

### **إصلاحات آسا الروحية**

فور جلوسه على العرش، أزال آسا جميع المذابح الوثنية والتماثيل التي أقامها أسلافه، وحطم الأصنام التي عبدها الشعب سرًّا وعلانيةً. وأمر بإزالة المرتفعات حيث كان البعض يقدمون ذبائح باطلة لآلهة غريبة. كما أمر الشعب أن يطلبوا الرب إله آبائهم، وأن يعملوا حسب الشريعة والوصايا.

وكان آسا رجل إيمانٍ، فبنى مدنًا حصينة في يهوذا، لأن الأرض كانت في سلامٍ في أيامه. وقال لشعبه: **”لنبنِ هذه المدن ونحيطها بأسوارٍ وأبراجٍ وأبوابٍ وعوارض، لأننا قد طلبنا الرب إلهنا، فهو قد أراحنا من كل الجهات.”** فبنوا وازدهروا.

### **جيش زارح الحبشي يزحف على يهوذا**

لكن السلام لم يدم طويلًا. إذ سمع آسا أن زارح الحبشي، قائد جيشٍ عظيمٍ، قد خرج بجيشٍ يضم ألفَ ألفٍ (مليون) جنديٍّ، وثلاثمائة مركبةٍ حربيةٍ، وقد زحفوا حتى وصلوا إلى ماريشة في أرض يهوذا. فلما رأى آسا ذلك الجيش الجرار، شعر بالخوف، لكنه لم ييأس، بل ثبت قلبه على الاتكال على الرب.

### **صلاة آسا وانتصاره المعجز**

وقف آسا أمام شعبه، ورفع صوته إلى الرب قائلًا:

**”يا رب، ليس فرقٌ عندك أن تُعين الكثيرين أو القليلين. فأنت إلهنا القدير، فلا تقدر عليك قوة البشر. نحن نتكل عليك، وباسمك نقف أمام هذا الجيش العظيم. يا رب، لا تدع الإنسان يتغلب عليك!”**

فاستجاب الرب لصلاة آسا، وضرب الحبشيين أمامه، فهربوا منهزيمين. فطاردهم جيش يهوذا حتى جرار، وضربوا منهم عددًا لا يُحصى، لأن الرب حطمهم أمام آسا وجيشه. فغنموا غنائم كثيرةً، وأخذوا مواشيَ لا تُعد، ثم دمروا المدن حول جرار، لأن رعب الرب كان عليها.

### **عودتهم إلى أورشليم بفرح**

ثم عاد آسا وجيشه إلى أورشليم بفرحٍ عظيمٍ، حاملين معهم غنائم كثيرةً. وعرف الجميع أن النصر لم يكن بقوة الجيش، بل بقوة إله إسرائيل. فاجتمع الشعب وذبحوا ذبائح شكرٍ للرب، وعاهدوا أن يثبتوا في عبادته وحده.

وهكذا، في أيام آسا، استراحت الأرض من الحرب، لأن الرب كان معه، وأعطاه السلام والنصرة بسبب إيمانه وتوكله عليه.

**فليكن هذا درسًا لنا، أن من يتكل على الرب لا يخزى، لأن معونته تأتي في وقت الضيق، وهو القادر أن ينصر بالقليل والكثير!**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *