الكتاب المقدس

رؤيا دانيال: صراع الممالك والنبوة العظيمة

**قصة نبوة دانيال الإصحاح 11: صراع الممالك والنبوة العظيمة**

في السنة الثالثة من حكم كورش ملك فارس، كان دانيال النبيّ العظيم يصلي ويطلب وجه الرب باجتهاد، فاستجاب الله له وأرسل إليه الملاك جبرائيل ليُعلِن له أمورًا عظيمة عن المستقبل. وقف الملاك أمام دانيال، ونفَخَت أجنحته نورًا سماويًّا يملأ الغرفة، وقال:

**”يا دانيال، إني أُرسَلُ إليك لأُخبِرَكَ بالحق. هوذا سيقوم بعدي ملوك في فارس، ثم يأتي ملك عظيم هو الإسكندر اليوناني، ويحكم بسلطان عظيم. لكن مملكته لن تدوم، بل تنقسم إلى أربع ممالك، لا بقوته، بل بحسب مشيئة الله العلي.”**

وتابع الملاك حديثه بصوتٍ كالرعد، وشرح لدانيال بالتفصيل ما سيحدث في الأيام الأخيرة:

**”سيخرج ملك جبار من الجنوب، قويّ وشجاع، لكن ملك الشمال سيأتي بجيشٍ أعظم، كالسيل الجارف، ويجتاح الأراضي ويحطم الحصون. سيحاول ملك الجنوب المقاومة، لكن قواته لن تصمد أمام خدع ملك الشمال ومكائده. سيتحالفون بالزواج والمكر، لكن هذه التحالفات ستنقلب خيانةً ودماءً.”**

وتكلم الملاك عن حروبٍ ضارية، حيث يسقط آلاف الجنود، وتُسبَى النساء، وتُنهَب الكنوز. لكن وسط هذه الفوضى، سيقوم ملكٌ متكبرٌ يتحدى الله نفسه، وينجس الهيكل المقدس، ويُقيم تمثالًا للعبادة الوثنية. سيمنع الذبائح، ويضطهد شعب الله، ويسفك الدماء البريئة. لكن نهاية هذا الملك ستكون مروعة، إذ يسقط بلا يد بشر، بل بقضاء إلهي.

ثم أشار الملاك إلى نهاية الأزمنة، حيث يقاوم ملوك الأرض الرب، لكن الله سيدمرهم جميعًا. أما الأتقياء، فسينتصرون بالإيمان، ويُكرَمون في ملكوت الله الأبدي.

انتهى الملاك من كلامه، وترك دانيال مرتعدًا من عِظَم هذه النبوة. لكن مع الخوف، ملأ قلبه سلامٌ عجيب، لأنه عرف أن الله هو الضابط الكل، وأن كل شيءٍ يجري بحسب قضائه. فسجد دانيال وشكر الرب، وعاش كل أيامه وهو ينتظر تحقيق هذه النبوة العظيمة، التي تظهر مجد الله وسيطرته على تاريخ البشرية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *