**قصة من رسالة تسالونيكي الثانية: الإصحاح الأول**
في مدينة تسالونيكي، حيث كان المؤمنون الأوائل يواجهون الاضطهاد والتجارب بسبب إيمانهم بالمسيح، كتب الرسول بولس إليهم رسالة ثانية ليعزيهم ويشجعهم. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فالعديد من المؤمنين كانوا يُضطهدون من قبل الذين رفضوا الإنجيل، لكن بولس أراد أن يذكّرهم بأن الله عادل وسيجازي كل إنسان حسب أعماله.
### **الثبات في الإيمان وسط الاضطهاد**
كانت جماعة المؤمنين في تسالونيكي تنمو رغم الصعوبات. كانوا يتذكرون كلمات بولس الأولى التي شجعتهم على الصبر، لكن الاضطهاد ازداد حدّة. بعضهم سُجن، وآخرون فقدوا أعمالهم، والبعض تعرّض للتهديد من جيرانهم الذين كانوا يعبدون الأصنام. ومع ذلك، ظل إيمانهم قويًا، ومحبتهم لبعضهم البعض تزداد يومًا بعد يوم.
وفي أحد الأيام، بينما كانوا يجتمعون سرًا في بيت أحد الإخوة، وصلتهم رسالة جديدة من بولس. اجتمع الجميع حول القارئ بقلوب متشوقة لسماع كلمات التعزية. بدأ القارئ:
*”بولس وسلوانس وتيموثاوس إلى كنيسة تسالونيكي في الله أبينا والرب يسوع المسيح، نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.”*
ساد صمتٌ عميقٌ بين الحاضرين، ثم استمر القارئ:
*”يجب علينا أن نشكر الله كل حين من جهتكم أيها الإخوة، كما هو حق، لأن إيمانكم ينمو كثيرًا، ومحبة كل واحد منكم جميعًا تزداد نحو بعضكم البعض.”*
ابتسم المؤمنون بعضهم لبعض، فبالرغم من الآلام، كان إيمانهم ينمو، وكانت محبتهم تشهد لعمل الله فيهم.
### **عدل الله في مجازاة المضطهدين**
ثم تابع القارئ كلمات بولس التي تتحدث عن عدل الله:
*”حتى إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كنائس الله، من أجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها، برهان على دينونة الله العادلة، أنكم تُحسبون أهلاً لملكوت الله الذي تتألمون لأجله.”*
رفع أحد الشيوخ عينيه إلى السماء وهو يهمس: “نعم، الرب عادل، وهو سيدين كل شيء.”
واستمرت الرسالة تقول:
*”فإنه عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقًا، وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح.”*
ارتجف بعض الحاضرين عند سماع هذه الكلمات، ليس خوفًا، بل لأنهم عرفوا أن الله لن ينسى ظلم المضطهدين. كان هذا وعدًا بأن العدل الإلهي سينتصر في النهاية.
### **المجد الآتي للمؤمنين**
ثم ختم القارئ الرسالة بكلمات الرجاء:
*”الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته، متى جاء في ذلك اليوم ليتمجّد في قديسيه، ويتعجب منه في جميع المؤمنين، لأن شهادتنا عندكم قد آمن بها.”*
أحس الجميع بسلام عميق يملأ قلوبهم. نعم، الاضطهاد مؤلم، لكن المجد الآتي أعظم بكثير. سينال المضطهدون عقابهم، أما المؤمنون فسيرون الرب وجهًا لوجه ويسكنون في مجده إلى الأبد.
### **ختام الرسالة بصلاة الرجاء**
رفع أحد القادة صلاة شكر لله، وطلب من الجميع أن يثبتوا في الإيمان، لأن الرب أمين، وهو سيتمم العمل الذي بدأه فيهم. وانصرف الجميع وهم ممتلئون رجاءً، عازمين على مواصلة السير بالإيمان، واثقين بأن الله سينصرهم في اليوم الأخير.
وهكذا، بقيت كلمات بولس تتردد في قلوبهم، تذكيرًا بأن الألم الحاضر لا يقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فيهم.