**قصة الحكمة والعدل: من أمثال 20**
في قديم الزمان، في مدينة صغيرة تدعى “أورشليم”، كان هناك ملك عادل يدعى الملك “أليفاز”. كان يحكم شعبه بحكمة وعدل، وكان دائمًا ما يتأمل في كلمات الحكمة التي تركها سليمان الحكيم. ومن بين كل الأمثال، كان المثل العشرين من سفر الأمثال يتردد في قلبه: “اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. وَالْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَكُلُّ مَنْ يَتَرَنَّحُ فِيهَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ.” (أمثال 20: 1).
ذات يوم، جاءت إلى الملك قضية عويصة. كان هناك رجلان، “أليفا” و”باراق”، يتنازعان على ميراث أرض. ادعى كل منهما أنه الوريث الشرعي، وكانت القضية معقدة لأن الوثائق قديمة وممزقة. استمع الملك إلى حجج الرجلين بصبر، ثم تذكر كلمات الحكمة: “مَجْدُ اللهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ، وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ.” (أمثال 20: 2).
فأمر الملك بإحضار الشهود القدامى الذين عرفوا العائلة. وبعد أيام من البحث، ظهرت الحقيقة: كان “باراق” يحاول خداع “أليفا” لسرقة أرضه. فأنطق الله لسان أحد الشهود العجوز، الذي كشف عن وثيقة مخبأة تثبت ملكية “أليفا”. عندئذ، قال الملك: “اَلإِنْسَانُ بِفَهِمِهِ يُهَيِّئُ طَرِيقَهُ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ.” (أمثال 20: 3). ثم عاقب “باراق” على خداعه، وأعطى الأرض لصاحبها الحق.
لكن القصة لم تنتهِ هنا. فبعد أيام، سمع الملك عن رجل ثري يدعى “ناداب”، كان يسرف في شرب الخمر حتى أصبح سخرية بين الناس. كان “ناداب” يهين الفقراء وهو سكران، وينفق ثروته على الملذات. فاستدعاه الملك وقال له: “اسمع يا ناداب، الحكمة تقول: ‘مَنْ يَزْعَمُ أَنَّهُ حَكِيمٌ فَلْيَتَرَكَّ الْحُمْقَ.’ (أمثال 20: 4). الخمر ستُهلكك كما أهلكت كثيرين قبلك.”
لكن “ناداب” سخر من نصيحة الملك، واستمر في طريقه. وبعد أشهر، وجدوه ميتًا في حانة، بعد أن خسر كل شيء. فحزن الملك وقال لشعبه: “اَلرَّجُلُ الأَمِينُ كَثِيرُ الْبَرَكَاتِ، وَالَّذِي يُسْرِعُ إِلَى الْغِنَى لاَ يَتَبَرَّأُ مِنَ الذَّنْبِ.” (أمثال 20: 6).
وفي أحد الأيام، جاءت امرأة فقيرة إلى الملك تشكو تاجرًا غشاشًا يدعى “حيران”، كان يسرق من الموازين. فاختبر الملك الموازين بنفسه، واكتشف أن “حيران” كان يغش الفقراء. فغضب الملك وقال: “مِكْيَالَانِ، مِكْيَالٌ كَبِيرٌ وَمِكْيَالٌ صَغِيرٌ، كِلاهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ.” (أمثال 20: 10). وعاقبه بشدة، وأمر برد المال إلى الفقراء.
وهكذا، عاش الملك “أليفاز” يحكم بالحكمة والعدل، مذكرًا شعبه دائمًا: “اِحْفَظِ الْحِكْمَةَ وَالْفَهْمَ، فَإِنَّهُمَا حَيَاةٌ لِنَفْسِكَ.” (أمثال 20: 28).
**النهاية.**